تتمتع الدولة العثمانية بمكانة استثنائية بين الدول التركية التي شهدها التاريخ سواء لأنها الدولة المنتشرة على أوسع جغرافيا أو لأنها الدولة التي امتد عمرها لأكثر من ستة قرون، ولأنها حافظت على نحو عشرين طائفة تنتمي إلى بنى دينية ومذهبية وعرقية وثقافية مختلفة في سلام. وللتنظيم القضائي الذي أنشأه والقانون الذي طبقه، أي القانون العثماني، مكانة مهمة في ذلك. ويمكن القول بأن هذا القانون يستند إلى تراث الشريعة الإسلامية الموروث من الدول الإسلامية السابقة، كما يستند إلى تقاليد الدولة التركية وتقاليدها في الحكم على العناصر المختلفة التي تطورت في التاريخ منذ عهد الهون. ومن ناحية أخرى، بينما كان العثمانيون يطبقون الشريعة الإسلامية، فقد أضافوا إليها من ثراءً في تفسيرها، ومن ناحية أخرى أورثونا سجلات المحاكم والوثائق الأرشيفية الغنية بهذا التطبيق. إن هذا التراث ثري للغاية وقيمته كبيرة من حيث الكشف عن الجوانب الإنسانية والقضائية للإدارة العثمانية. وهذا الكتاب هو خلاصة هذا الثراء.

انقر هنا للشراء.